تعتبر وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، واحدة من أهم المؤسسات المساهمة في حفظ وصيانة الثقافة والتراث الإنساني بالصحراء المغربية، وتلعب دورا كبيرا في تعريف الناشئة بتاريخ الإنسان الصحراوي وبيئته عبر تفنيد كل الإدعاءات أن الصحراء المغربية كانت خلاء ولا وجود لأثر عيش الإنسان بها.
وفي هذا الإطار، شاركت وكالة الجنوب بمعلمة فنية وتراثية، خلال فعاليات مهرجان أسبوع الجمل في نسخته 11، ويعتمد تصميم فضاء “خيمة الوكالة”، على مرتكزات تنطلق من إبراز الفضاء، الإنسان، ثم الانفتاح على العالم والمستقبل.
في هذا الصدد، يستعرض جناح الفضاء صورا ومخطوطات وكذا أدوات كان يستعملها لإنسان القديم بالمنطقة، وهذا ما يبرز أن الصحراء المغربية خلال حقبة ماقبل التاريخ وما تلاها من حقب زمنية، لم تكن خالية بل مأهولة، وهذا أيضا ما تؤكده النقوش الصخرية الموجودة بمواقع النقوش الصخرية بالسمارة وغيرها من المناطق الصحراوية.
أما جناح الإنسان، فهو رواق يظهر نمط عيش الإنسان الصحراوي، من خلال الأدوات التي يستعملها ثم طبيعة الحيوانات التي يمتلكها، إلى جانب الخيمة التي تتجاوز الشكل نحو معاني ودلالات ترتبط بالموروث وبقيم الإنسان الصحراوي، بالإضافة إلى وسيلة النقل لدى الإنسان الصحراوي التي يمثلها الجمل.
كما يبرز هذا الجناح، جوانب مختلفة من حياة الإنسان الصحراوي، مثل نمط التغذية والتعليم، الألعاب الشعبية وكذا الموسيقى التراثية، فضلا عن مسارات القوافل التجارية بالصحراء المغربية، والتي تربط بين الشمال والجنوب، ماستعمال الإبل في نقل التجارة من مدينة الصويرة نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وبخصوص الانفتاح على العالم والمستقبل، تستعرض خيمة الوكالة أهم المشاريع ذات الصلة بتطوير استعمال التكنولوجيا في التعليم وغير من القطاعات، والمدعومة من طرف وكالة التنمية، وكذا استعراض أهم الأوراش الكبرى والتي ساهمت في تمويلها الوكالة.
جدير بالذكر، أن وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، تعد من بين أهم المؤسسات المساهمة في تنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس سنة 2016.
