أخبار مقتطفة

محلل سياسي: وثيقة مؤتمر حزب “سانشيز” ترجمة سياسية للموقف الاسباني من قضية الصحراء المغربية

صادق الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني، يوم أمس الأحد، خلال مؤتمره السياسي، على وثيقة استراتيجية الخطوط  رئيسية للسنوات المقبلة،  وتضمنت الوثيقة التي تحمل عنوان “Impulso de país” بعض قضايا السياسة الخارجية والدولية. 

وعلى غير العادة لم تتضمن هذه الوثيقة السياسية لحزب رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، والمؤلفة من 100 صفحة، أي إشارة إلى الوضع في الصحراء أو عبارات أخرى من قبيل السكان الصحراويين، وضع يؤكد موقف اسبانيا الجديد الثابت والداعم لحكم ذاتي تحت السيادة المغربية.

وفي هذا الإطار، يؤكد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، محمد بودن، أن هذا “القرار يمثل ترجمة سياسية للموقف الإسباني من مبادرة الحكم الذاتي”، وبالتالي ” سيادة المغرب على صحرائه فضلا عن إدراك الحزب الأساسي في الإئتلاف الحكومي الإسباني لمحددات المرحلة الجديدة في العلاقات المغربية الإسبانية وتكييف أوراقه ومفاهيمه على أساسها، وأن هذا المستجد الرمزي يؤكد ثبات الموقف الإسباني”.

كما أكد المحلل السياسي المعروف في تصريحو لجريدة “الصحراء ديسك”، أنه و “على الرغم من أن العلاقات بين المغرب واسبانيا مؤطرة ببعد الدولة ومضمونها، لا يمكن أن يقع تحت الاختبار بفعل تأثير البعد الحزبي من منطلق أن الممارسة المؤسسية تركز على الإطار الاتفاقي والزخم الموجود في العلاقات بين الجانبين، إلإ أن هذا المستجد سيلقى صدى هام في أكثر من فضاء سواء داخل اسبانيا أو خارجها”.

وبخصوص محددات العلاقات بين البلدين أوضح المتحدث ذاته، أنها “ترتبط بالاحترام المتبادل والشفافية والوفاء بالالتزامات والحوار فضلا عن ادراك اسبانيا لأهمية المغرب كفاعل له وزن جيوسياسي في الفضاء الأورو متوسطي والأفريقي، وفي إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي تستفيد منها اسبانيا، كل هذه عوامل من شأنها أن تلقي بثقلها على الخطاب والفكر السياسيين في إسبانيا”.

وكشف محمد بودن في تصريحه، عن وجود عامل آخر متعلق بالمصالح الاستراتيجية مع المغرب سيؤثر في مواقف الأحزاب، إذ أن ارتباط البلدين بمشاريع بعيدة المدى ولها رهانات مستقبلية، كالترشيح المشترك لتنظيم مونديال 2030 والربط القاري والمسائل الأمنية والطاقية والتجارية وارتباط المقاولات الإسبانية بالسوق المغربية وعملية مرحبا وغيرها من القضايا.

كما خلص المصرح، إلى أن القضايا الأساسية والفرص والتحديات واضحة في العلاقات بين البلدين وهي التي تحتم احراز المزيد من التقدم في مختلف أوجه التعاون والمواقف مهما كانت متحصنة بالإيديولوجيا.

جدير بالذكر، أن هذه الخطوة تعتبر تحولا تاريخيا في عقيدة الحزب الإشتراكي العمالي الاسباني، خاصة وأن تبنى قرار زعيمه بأطروحته النظرية، وما كان يعتبر قرارا سياسيا أصبح اليوم خيارا نظريا واستراتيجيا للحزب والدولة.

شارك المقال شارك غرد إرسال