أخبار مقتطفة

مناسبات “أعيان الصحراء” حفلات زفاف أم فرص لبعث رسائل السياسة؟

مشاهد لا تحتاج تقديماً، اجتاحت وسائط التواصل الاجتماعي وتطبيقات مشاركة الصور والمقاطع منذ نهاية الأسبوع الماضي.. نوق تقاد في مجموعات، وصناديق من بلور تحفل بما يعرض من حلي وأساور يبدو أنها من ذهب ثمين العيار، عطور قادمة خصيصا من عاصمة النور باريس، خدم وحشم، وحزم أوراق مالية حديثة الصك.

إنه “عرس  صحراوي” بطقوس ليست بالغريبة على عادات وتقاليد تليدة وضاربة في القدم، لطالما عرف بها أهل الصحراء خلال هكذا مناسبات، لكن مع ضجة كبيرة رافقت زفافا ضخما جمع عائلتين يمكن توصيفهما بأحد أعيان الصحراء، والحديث هنا عن ابن محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الذي عقد قرانه على ابنة محمد الناجم ابهي والي جهة كلميم وادنون، في أجواء وصفت بـ”الأسطورية”.

لقد ذهب مجمل تركيز الرأي العام المحلي قبل الوطني، إلى مشاهد قوافل الإبل والنوق التي سيقت احتفاء بهذه المناسبة، إلا أن متابعي الشأن السياسي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، لم يفوتوا فرصة تنقيط الحضور للوجوه البارزة التي حجت لتهنئة العائلتين، وتلك التي غابت عن المشهد وعلى رأسها عائلة أهل الرشيد، التي يحمل تخلفها عن التواجد في مناسبة كهذه دلالات ورسائل لا يمكن إغفالها، ومن بينها بلا شك تحول مواعيد المناسبات والأفراح الخاصة إلى فرص يمكن أن تستعرض فيها عائلات بعينها وزنها الاجتماعي أمام أنظار الرأي العام.

ولعل غياب “أهل الرشيد” الملحوظ يقابل بحضور لافت لوجوه أخرى بارزة أهمها كل من: الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة،والخطاط ينجا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، وأحمد الخريف الرجل المقرب من مولاي حمدي ولد الرشيد، أمر رآه مقربون من أوساط حزب الميزان تعبيرا صريحا عن استمرار صراعات داخل حزب ظل لسنوات المسيطر على الساحة في الجهات الجنوبية الثلاث.

وفي سياق ذي صلة، تتذكر مختلف الأوساط السياسية والمدنية بجهة العيون كيف قاطعت غالبية من المنتخبين المحسوبين على ولد الرشيد، الاحتفالات المخلدة لذكرى تأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي اختار لها محمد صالح التامك أن تكون بمدينة العيون، في حدث بارز شهد حضورا لمختلف الأطياف والفعاليات السياسية والمدنية.

ويتساءل البعض حول ما إذا كانت هذه مؤشرات بروز صراع سياسي جديد إلى العلن، صراع قد يكون أحد أقطابها يمتلك قوة تتجاوز دوائر نفوذ إمبراطورية أهل الرشيد، وتؤسس لتوازنات جديدة ربما ينظر إليها بعين الرضا باعتبارها ستساهم في تحطيم مسلمات خيالية، لطالما هيمن بها كثيرون على المشهد الحزبي والسياسي بالصحراء المغربية.

جدير بالذكر، أن عائلة أهل الرشيد المتصدرة للمشهد السياسي تستعد بدورها لتنظيم حفلات زفاف ينتظر أن تكون صاخبة على ذات القدر،كما يمكن أن تتحول هي الأخرى إلى عملية استعراض للقوة المجتمعية والسياسية، الأمر الذي يبعث على التساؤل، هل هي حفلات زفاف صحراوية أم فضاءات لبعث رسائل السياسة ؟

.

شارك المقال شارك غرد إرسال